الأطفال شديدو الحساسية والملاحظة لكل التفاصيل التى تخص انطباعات الآخرين عنهم وطريقة تعاملهم معهم، وسريعو التأثر بسبب هذه المواقف التى قد تبدو صغيرة أو غير ملحوظة بالنسبة لكثيرين من الآباء والأمهات، فطبيعة شخصياتهم الصغيرة ونفوسهم الفطرية البيضاء تقودهم إلى التعامل مع ظاهر المواقف دون بحث عن أسباب ومبررات لها، وهو ما يجعل الحرص فى التعامل معهم أمرًا ضروريًّا، ومن أكثر الأخطاء التى يقع فيها الآباء والأمهات، التمييز بين الأبناء وتفضيل أحدهم على الآخرين، ما يؤدّى إلى حدوث مشكلات وأمراض نفسية للأطفال والمراهقين، إذ يسبب هذا التصرف كثيرًا من الآثار السلبية على الصغار، والتى تمتد معهم حتى الكبر، ومن أهمها:

1- إذا شعر طفل من أطفالك أنه الأكثر تدليلاً عن باقى إخوته الآخرين، فسيمتلئ بإحساس الأفضلية وسيشعر بالغرور، ويبدأ فى السخرية من إخوته ومعاملتهم بشكل سىء، وهو ما يوتر الأجواء بينهما.

2- تمييز ابن من الأبناء على غيره، سيخلق مشاعر سلبية ومشكلات نفسية لدى أبنائك الآخرين، والتى قد تؤدّى بهم إلى الاكتئاب.

3- تفضيل أحد الأبناء قد يؤدّى أيضًا إلى مشكلات خطيرة، أو جرائم بين الإخوة بعضهم البعض فيما بعد.

4- مشكلة تفضيل ابن من الأبناء قد تؤدّى إلى العزلة والانكماش والانطواء، كنتيجة سلبيّة على أبنائك الآخرين فى بعض الأحيان، أو النزاع والاصطدام والشِّجار فى أحيان أخرى.

نصائح لتجنّب التمييز بين الأبناء وآثاره السلبية

1- النصيحة العملية الأولى وبالغة المهمة أنه على الأم تجنّب التورط فى التفرقة بين أبنائها، أو تفضيل أى منهم على الآخرين، سواء كان الأكبر أو الأصغر، لأن هذا السلوك من جانبها سيوّلد الغرور داخل نفس الابن المدلّل، والغيرة فى نفوس الآخرين، وسيؤدى إلى توتر علاقتهم ببعضهم.

2- اعملى على نشر روح المحبة والتعاون والأخوّة بين أبنائك، واهتمى بأن تذكرى لهم دائمًا أنك تحبّينهم جميعًا على حد سواء وبالدرجة نفسها، حتى من يخطئ منهم أو يحدث منه أمر ما فإن هذا لا يقل حبّه فى قلبك، وإلى جانب ذلك كلّفيهم بمهام جماعية من شأنها دعم هذا التعاون وزيادة الروابط بينهم.

3- لا تزرعى داخل أبنائك مشاعر الحب بحسب الشكل أو الجنس، مثلا أنك تحبين ابنك دونًا عن أخواته البنات، أو تفضلين آخر بسبب شكله، فهذه الممارسات والأسباب التى لا يملك الطفل وسيلة للتعامل معها أو تجاوزها، ستبنى مشاعره تجاهك وتجاه إخوته، وستترك أثرًا سلبيًّا كبيرًا على نفسيته.

4- يمكنك التعامل بطريقة خاصة مع ابن من أبنائك، فى حالة معاناته من مرض أو إعاقة جسدية فقط، ووقتها عليك إخبار أولادك بسبب تصرفاتك والمبرر الذى يدفعك إلى فعل هذا، واغرسى داخلهم فكرة دعمك ومساعدتك، والاهتمام برعاية أخيهم ومساعدته.

5- تجنّبى عقد أيّة مقارنات بين أبنائك، فهذه واحدة من أخطر الممارسات العملية التى يمكن أن تتورطى فيها، وفى هذا السياق يقول الدكتور وائل المحمدى، أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، إن مقارنة الأبناء فى الصفات العقلية أو العضلية أو الشكلية، تفتح الباب لكثير من المشكلات النفسية التى تترك أثرها الحاد فى شخصيته وفى مواقفه وتصرفاته المستقبلية.

6- يجب عدم اهمال البنت وإعطاءها الحق في الدفاع عن نفسها أمام أخيها، وإظهار قدراتها وتشجيعها.

7- ضرورة تعميم التعليمات على كل الابناء على حدو سواء دون اتباع طرق مختلفة في العقاب والثواب مع احد منهم دون عن الاخر.