الأطفال، هم زينة الحياة الدنيا، وهم سر الفرح في العائلة، وأساس استمرارية الحياة، فعليهم يتكئ المستقبل كله، لأنهم الأمل للأم والأب والوطن بأكمله، والعناية بهم واجبٌ محتم، لينشأ جيل قوي، واثق بنفسه، يتحلى بالأخلاق الحسنة، ولا تغريه مغريات الحياة الزائفة. جيلٌ نشأ على أسس التربية السليمة التي علمها إياه الأم والأب والمدرسة، وجيلٌ ناشئ على الفضيلة، وهو بحق جيلٌ قائد، يعرف ما يريد، ويمكن الاعتماد عليه، ليصبح الوطن في مقدمة الدول المتقدمة والمزدهرة، لذلك فمسؤولية تربية الأطفال، هي مسؤولية المجتمع بأكمله.

دائمًا ما تسبب مشاغل الحياة والتربية والضغوطات التي تقع الأم تحت وطأتها توترًا كبيرًا بينها وبين علاقتها بأبنائها لتصبح علاقةً رسميةً يشملها الأوامر والتوجيهات والنصائح، فتغيب العاطفة والتعامل المليء بالود والمحبة. معنا سنجعلك تكسرين كل ذلك لتبدئي عامًا جديدًا تربويًّا وأسريًّا مفعمًا بالحب والتربية والصداقة بينك وبين الأبناء من خلال النصائح التالية:

جددي نشاطك مع أبنائك
كثيرًا من الأمهات تشغلهنّ الأعمال والدراسة اليومية للأبناء عن تخصيص ولو ساعة واحدة تقضيها معهم لممارسة إحدى الهوايات أو النشاطات المميزة، مع بداية العام اعتمدي وقتًا مخصصًا بعد انتهاء الأبناء من دراستهم لممارسة إحدى الرياضات التي يفضلها الأبناء وتشاركينها معهم في إحدى النوادي، أو بإمكانك تجهيز مكتبة خاصة لممارسة هوايات أبنائك من الرسم أو التطريز أو تركيب الألعاب، لتقومي كل يوم بمشاركتهم بأمر جديد وممتع تتبادلان خلاله النصائح والتوجيهات والمرح في ذات الوقت وبذلك تتقربي من أطفالك وتجددي علاقتك بهم يوميًّا.

يوم المرح والسعادة
انطلاق، سعادة، لعب، ضحكات هكذا اجعلي يوم الإجازة الخاصة بك وبأبنائك لتجددي طاقتك وطاقتهم النفسية والاجتماعية، وتدخلي السعادة على العائلة بأكملها، اجعلي يوم « الويد إند » يومًا لا ينسى كل أسبوع يتشوق له الأطفال بصورة أسبوعية لتقضوا أجمل الأوقات به، فكلما زادت أوقات السعادة والمشاركة بين أفراد الأسرة كلما توطدت المحبة والراحة النفسية في نفوس الأبناء ولك كذلك.

لا غضب بعد اليوم
« نعم، لن أغضب بعض اليوم »، لن أعاقب أبنائي بعنف، ردديها جيدًا ونفذيها بصدق، استبدلي أسلوبك الحازم الصارم مع الأبناء بأسلوب مليء بالصبر والهدوء لتهوني على نفسك عناء مشاكلهم، وكذلك لتبعدي عنهم الخوف الدائم من غضبك وردود أفعالك الغير مسؤولة، وتذكري كلما زاد غضبك كلما قل تدبرك للأمور وحسن تصرفك، اجعلي تعاملك في نطاق الهدوء قنني غضبك وحافظي على هدوئك، واعلمي جيدًا أنّ لكل مشكلة حل، وأنّ الغضب يدمر أكثر مما يفيد، بالإضافة إلى أنّ الصراخ يُحدث ما يسمى بالرابط السلبي لدى الطفل، بمعنى أنه يذكّره بمواقف سيئة يتألم لتذكرها، وتجترها ذاكرته بمجرد سماع الصراخ، فغضبك وصراخك لن يفيد بل سيعقد الأمور ويعقد الأبناء.

لوحة الشرف والجوائز
من مبدأ الثواب والعقاب خصصي لوحةً لتسجيل إنجازات الأبناء في أنشطتهم أو مدرستهم، وسجلي بها جميع الأفعال الحسنة التي نفذوها خلال الأسبوع ليكون ختامها هدية جميلة وبسيطة ثوابًا على تصرفهم الحسن والمهذب وبعدهم عن المشاغبات، مما يجعلهم يتنافسون ويتقيدون بتعليماتك آملين الحصول على أكبر قدر من تسجيلات النجوم في لوحة الشرف للحصول على جائزة الأسبوع .

المشاركة والتعاون
لا تلقي بجميع المسؤوليات عليكِ وحدك فمن الرائع أن يقوم أبناؤك بمشاركتك في المهام المنزلية الصغيرة التي تعلمهم التعاون والنظام وفي ذات الوقت ترفع عنك العبء اليومي، من خلال ترتيب غرفهم الخاصة وتنظيم ألعابهم، مشاركة الأخ الكبير في تعليم أخيه الصغير، مشاركة الأبناء لك في إعداد الوجبات الصغيرة، جميع تلك الأمور الصغيرة تؤثر بشكل كبير على يومك، كذلك تعلم الأبناء أهمية التعاون فيما بينهم وعدم رمي الأحمال على فرد واحد في الأسرة .