زيت القلي أو زيت الطعام هو أحد العناصر التي لا يمكن الاستغناء عنها، فهو يعد عنصراً أساسياً بعدد كبير من أصناف المأكولات، الأمر الذي يدفعنا إلى طرح السؤال، هل زيت القلي صحي وآمن بالنسبة للإنسان؟، وإن كان له فوائد صحية فترى ما هي؟، وإن كان يشكل خطورة على الصحة فما أسبابها؟.. هذه الأسئلة وأكثر نورد إجاباتها بالفقرات التالية، بحسب ما جاء بالتقارير الرسمية لمنظمة الصحة العالمية.

زيت القلي .. هل هو صحي :
زيت القلي والمواد الدهنية بصفة عامة، تم تناولها من خلال العديد من الدراسات، وذلك بهدف التعرف على خواصها وفوائدها وكذلك أضرارها.. فترى إلى ماذا توصلت هذه الدراسات؟

زيت القلي ونوع الدهون :
استخدام المواد الدهنية هو أحد أساسيات طهي الطعام، فتقريباً لا يوجد نوع طعام واحد لا تضاف إليه مادة دهنية، ولكن هنا يجب الإشارة إلى أن الدهون لا تنتمي لنوع واحد، بل إنها في مُجملها تنقسم إلى نوعين رئيسيين، الأول منهما هو الدهون المشبعة، وذلك النوع يتم التحصل عليه من خلال الزبد والسمن وزيت جوز الهند، أما ثاني النوعين فهو الزيوت غير المشبعة، والتي يمكن أن نحصل عليها من زيت الزيتون، وكذلك زيت القلي بنوعيه سواء زيت الذرة أو زيت عباد الشمس.

لماذا الدهون غير المشبعة أفضل :
الدهون غير المشبعة هي الأفضل بالنسبة للإنسان، فإذا تمت مقارنتها مع الدهون الحيوانية أو الدهون المشبعة، سنجد أن ذلك النوع الثاني يسبب ارتفاع بمعدلات الكوليسترول، ومن ثم فإنه يجعل الإنسان عرضة للكثير من الإصابات الخطيرة، مثل أزمات وأمراض القلب والشرايين، وفي الوقت نفسه يشكل خطراً كبيراً على عضوي الكبد والمعدة، والأدهى أن بعض الدراسات الحديثة المتناولة للدهون المشبعة، قالت بأنها قد تساهم في نمو الأورام السرطانية داخل الجسم، وخصوا بالذكر سرطان الثدي وسرطان القولون.

أما زيت القلي والدهون غير المشبعة، فإنها تحد بنسبة كبيرة من احتمالات التعرض لأي من المخاطر المذكورة، بل أنها تفيد الجسم حيث تمده بالأحماض الدهنية، مثل حمضي لينوليك أسيد N-3 ولينوليك أسيد N-6.. واختصاراً فإن خبراء التغذية ينصحون دائماً، باستبدال المواد الدهنية الحيوانية بـ زيت القلي السائل، وهذا للوقاية من أضرار النوع الأول واغتنام الفوائد الصحية للثاني.

عدم الإفراط :
على الرغم من الفائدة الصحية التي يوفرها زيت القلي ،إلا أن الأطباء وخبراء التغذية يحذرون من الإفراط في تناوله، وذلك كي لا ينقلب هذا الأثر إلى الإيجابي إلى نتائج سلبية، تتمثل في التعرض للعديد من المشكلات الصحية المحتملة، إنما ينصح الأطباء بضرورة الحد من الدهون بصفة عامة، والأفضل أن تقتصر الدهون المتناولة على النوع غير المُشبع.. مما يعني أن الاعتماد على زيت القلي هو أمر جيد، ولكن ذلك بشرط ألا يتم الإفراط في استخدامه وتناوله.

خطورة تكرار القلي :
سؤالنا حول مدى صحية زيت القلي بأنواعه، الإجابة عليه تتسم بشيء من التعقيد، إذ أن تأثير زيت القلي على صحة الإنسان، يتوقف على كمية الزيت وطرق استخدامه، فعلى سبيل المثال تكرار استخدام زيت القلي أكثر من مرة، هو أمر كفيل بقلب فوائده إلى مخاطر صحية جسيمة.. وذلك لأن تعرض زيت القلي إلى الضوء وغاز الأوكسجين يؤثر على خصائصه، وتكرار تعرض زيت القلي إلى الحرارة المرتفعة، يؤدي إلى حدوث عملية التأكسد التي تنتج الجذور الحرة، والتي تعتبر أحد العوامل الرئيسية المسببة لمرض السرطان، وذلك بحث التقرير الرسمي الصادر عن منظمة الصحة العالمية، والذي أكد أن التلوث الغذائي هو المسئول عن أكثر من 50% من حالات الإصابة بالسرطان.